الأحد، 2 أكتوبر 2022

الاستشهادات المرجعية في الرسائل العلمية المنجزة في كلية آداب جامعة الزاوية الليبية: دراسة تحليلية

تمهيد: قام الباحث باختيار عينة الرسائل العلمية وحصر الاستشهادات المرجعية الواردة بها تمهيداً لتحليلها، وقد تم اختيار الرسائل على أساس الاختيار العشوائي لأحدث الرسائل، والعينة المختارة والنسبة المئوية التي تمثلها. وذلك كما يوضحها الجدول (1). أھمیة الدراسة وأسباب اختیار الموضوع تنبع الأھمیة النظریة لهذه الدراسة من أن موضوع تحلیل الاستشهادات المرجعیة یُعد من أسالیب البحث المستخدمة في تقویم الإنتاج الفكري في مختلف تخصصات المعرفة البشریة. وھو ما تحاول ھذه الدراسة بصدد الإنتاج الفكري المستشهد به في رسائل الماجستیر والدكتوراه المجازة من كلية الآداب بجامعة الزاوية - ليبيا. أما الأھمیة العملیة فتتمثل في مساعدة المكتبات في ترشید الاشتراك بالدوریات ، مما یؤدي إلى ترشید الإنفاق، حیث إن أكثر المكتبات تعاني من ضعف مخصصاتها المالیة . أیضاً محاولة التعرف إلى المصادر والأوعیة والمعلومات الحدیثة. منهج المعالجة والأهداف: تسعى الدراسة للتعرف على: التشتت النوعي ويقصد به التوزيع الوعائي للأوعية المستشهد بها في كل تخصص علمي، ولغات مصادر المعلومات المستشهد بها وقصد بها التوزيع اللغوي في هذه الرسائل، والتوزيع الزمني أو التاريخي ويعبر عنه بحداثة الأوعية المستشهد بها، وكذلك التعرف على التوزيع الجغرافي للبلاد التي يكثر الاستشهاد بإنتاجها الفكري، والأنماط المتبعة في صياغة الاستشهادات المرجعية. تعريف الاستشهادات المرجعية: هي الإشارات الببليوجرافية التي يذكرها المؤلفون في مؤلفاتهم للإحالة أو الإشارة إلى المواد التي رجعوا إليها أو استندوا إليها، أو ذات صلة من نوع ما بمؤلفاتهم.( ) تحليل الاستشهادات المرجعية: هو نهج علمي في دراسات المكتبات والمعلومات يقوم على دراسة الاستشهادات المرجعية، وتحليلها بالطرق الإحصائية من أجل معرفة الخصائص البنيانية لذلك الإنتاج، وتحديد الاتجاهات المستقبلية لتداول المعلومات. فبينما تركز الدراسات الببليومترية على دراسة الإنتاج الفكري لمجال معين، فإن دراسات تحليل الاستشهادات المرجعية تركز على ما تم استخدامه والاستفادة منه من ذلك الإنتاج.( ) ويعود تحليل الاستشهادات المرجعية كمنهج للبحث العلمي إلى عام 1927 على يدي جروس وجروس (Gross and Gross) اللذين يعتبران من الرواد الأوائل في استخدام هذه الطريقة كمنهج للبحث، حيث قاما بتحليل الاستشهادات المرجعية في العلوم الكيميائية والخروج بلائحة للدوريات الأكثر استخداما من قبل الباحثين في هذا المجال العلمي.( ) وفي عام 1953 قام رولاند ستيفنز (Stevens) باستعراض العديد من الدراسات الأولية التي استخدمت تحليل الاستشهادات المرجعية لدراسة الخصائص البنائية للإنتاج الفكري في تخصصات الكيمياء والفيزياء والهندسة والرياضيات والزراعة، ثم قام بعدها بتحديد الأسس التي يقوم عليها هذا النوع من الدراسات والبحوث ولخصها في خمس نقاط رئيسة: ( ) - التوزيع اللغوي. Distribution of language - التوزيع الوعائي. Distribution of vascular - التشتت العنواني. Dispersion of title - التشتت الموضوعي. Dispersion Subject -البعد الزمني. Time dimension تتلخص أهمية الاستشهاد المرجعي في النقاط التالية: - توثيق المعلومات والبيانات التي اعتمد عليها الباحث نفسه لدعم وتأكيد الاستشهاد بما كتبه الباحث أو انتقاد لما كتبه باحث آخر. - حفظ حق المؤلفين الآخرين في المعلومات التي استفاد منها الباحث في كتابة بحثه، مما يعكس أخلاقياته وأمانته العلمية والتزامه بقواعد البحث العلمي. - بيان وتعريف بالمطبوعات والمؤلفات الأصلية التي اعتمد عليها الباحث. - إعطاء أهمية للوثيقة المستشهد بها. - تحدد مكانة عمل الباحث وجهده مقارنة بجهود الباحثين الآخرين الذين سبقوه. ويؤمن الاستشهاد التفاعل بين الباحثين، ويساعد في توليد أفكار جديدة مستحدثة من خلال مناقشة آراء الآخرين وتحليل آرائهم، سواء كانت متفقة مع رأي الباحث أو كانت متناقضة معه. - تساعد الباحث في إبراز أصالة ومشروعية جهوده وأفكاره. - تظهر مهارة الباحث ومسئوليته في إدارة الحوار والنقاش العلمي والبحثي. ونتطرق هنا إلى الاستشهادات المرجعية التي جاءت بها الرسائل العلمية المجازة بكلية الآداب موضوع الدراسة. جدول (1) يوضح عدد الاستشهادات الكلية عدد الرسائل العلمية عدد العينة النسبة عدد الاستشهادات الآداب 724 38 5% 5140 1- التشتت النوعي للاستشهادات المرجعية يفيد التعرف على أشكال الأوعية المستشهد بها في العمل على ترشيد مقتنيات المكتبات من الأعمال الفكرية في جميع المجالات، وذلك يتأتى من خلال تحديد مصـادر المعلومـات الأكثر إفادة للباحثين وهى المصـادر التي يزداد الاستشهاد بها، بما يتضمنه ذلك من القيام بتحديد أكثر المؤلفين إنتاجاً للأعمال الفكرية المختلفة وذلك من أجل بناء مجموعات متميزة من الأوعية المكتبية. جدول ( 2) يوضح التشتت النوعي للاستشهادات المرجعية الوعاء ك % الترتيب تراكمي الاستشهادات كتب 3589 69.8 1 3589 مقالات الدوريات 852 16.6 2 4441 رسائل جامعية 164 3.2 4 4605 مواقع إلكترونية 60 1.2 5 4665 أشكال أخرى متنوعة* 475 9.2 3 5140 المجموع 5140 100 وبدراسة واقع أشكال الأوعية المستشهد بها في الرسائل العلمية بكلية الآداب كما يوضحها الجدول (2) يمكن الخروج بالنتائج التالية: - جاءت الكتب في مقدمة الأوعية المستشهد بها بتكرار (3589) استشهادا مرجعياً بنسبه مئوية (69.8%). وقد يرجع مجيء الكتب في هذا الترتيب المتقدم من وجهة نظر الباحث إلى أن العلوم الإنسانية من العلوم بطيئة التطور مقارنة بغيرها من العلوم لا سيما البحتة والتكنولوجية، ومن ثم تبقى الكتب صالحة كمصادر أساسية للمعلومات لفترة طويلة ولا تتعطل بسرعة، ويمكن أن يفسر ذلك بأن المكتبات التي تخدم الباحثين في هذه التخصصات تهتم بالكتب أكثر من أشكال الأوعية الأخرى، ومن ثم لا يجد الباحثون أمامهم غير هذا الواقع فينعكس على كم الاستشهادات بالكتب. مما يعكس جانب الضعف على جودة الرسائل العلمية بكلية الآداب، وذلك بالاعتماد الواضح لدى الباحثين على الكتب كأهم المصادر، وقد جاءت هذه النتيجة مطابقة ومتشابهة مع دراسة مشعان سهو العتيبي.( ) حيث توصلت هذه الدراسة إلى نفس النتيجة، وهي اعتماد الباحثين على الكتب كمصدر أساسي في كتابة أبحاثهم، مع اختلاف الظروف والبيئة. فيما يلاحظ أن النسبة والتكرار لمقالات الدورية المستشهد بها في أطروحات كلية الآداب، أدت إلى النتائج التالية: - بلغ إجمالي عدد التكرار للاستشهادات المرجعية بمقالات الدوريات (852) تكراراً، بنسبة مئوية تصل إلى (16.6%)، مما جاء بها في الترتيب الثاني بعد الكتب. ويرى الباحث أن نسبة ( 16.6% ) في الاستشهاد بمقالات الدوريات هي نسبة متدنية مما يؤثر سلباً في مدى الحداثة والجدية في المعلومات المنشورة بالرسائل العلمية في تخصصات كلية الآداب، وقد يرجع ذلك إلى عدم اشتراك المكتبات التي تخدم الباحثين في هذا التخصص في الدوريات سواء التقليدية منها أو الإلكترونية. ويمكن أن يرجع السبب إلى صعوبة حصول تلك المكتبات على ميزانيات كافية لإتمام مثل تلك الاشتراكات، وقد يكون السبب راجعاً إلى عدم الاهتمام بالمكتبات من جانب المسئولين على تزويد المكتبات بالدوريات، وتأتي الرسائل العلمية في الترتيب الرابع بـ (164) استشهاداً، بنسبة (3.2%). وقد يرجع ذلك من وجهة نظر الباحث إلى الأسباب التالية: قلة الإنتاج الفكري من الرسائل العلمية في التخصصات بكلية الآداب، وعدم قدرة المكتبات التي تخدم الباحثين في هذا التخصص على اقتناء مثل هذا النوع من المصادر، أو ربما يكون السبب في ذلك قلة وعي الباحثين بأهمية مثل هذه المصادر من المعلومات، و يمكن أن يكون لإدارة المكتبات دور في سوء التعامل مع هذه الفئة من الأوعية، وعدم إتاحتها بصورة صحيحة للباحثين. وباستقراء الجدول السابق يلاحظ أن الباحثين استشهدوا في الرسائل العلمية بالمواقع الإلكترونية بواقع (60) استشهاداً بنسبة (1.2%) وهي نسبة متدنية، وقد يرجع ذلك من وجهة نظر الباحث إلى: عدم الرغبة لدى العديد من الباحثين من استخدام تكنولوجيا المعلومات، لأنهم معتادون على الطرق التقليدية، بالإضافة إلى أن عدم قدرة الباحث على استخدام الحاسوب يترتب عليه إحجامه عن استخدام التكنولوجيا الإلكترونية، وقد يجعل فقدان الثقة فيما ينشر على الإنترنت مما يجعل الباحثين يتجنبون الاستشهاد بها. في حين جاءت الأشكال الأخرى المتنوعة من الأوعية المستشهد بها في أطروحات كلية الآداب في المرتبة الثالثة، وهي في العادة مواد معظمها وثائق وتقارير ومنشورات الهيئات والمنظمات، ومحاضرات، وبحوث مؤتمرات. ومن خلال الدراسة تم التوصل إلى النتائج التالية: - بلغ إجمالي الاستشهادات المرجعية بالأشكال الأخرى المتنوعة (475) استشهاداً بنسبة (9.2%). ويرجع احتلال هذه الأوعية الترتيب الثالث وهي من المراتب المتقدمة من وجهة نظر الباحث إلى الأسباب التالية: - أن هذه الأوعية متنوعة وتضم أشكالاً مختلفة، مما أدى بالباحثين إلى الاستشهاد بها لغزارتها وسهولة الحصول عليها، كما أن عدم وجود اشتراكات في قواعد البيانات العالمية والدوريات الإلكترونية جعل الباحثين يستشهدون بمثل هذا النوع من الأشكال، ويمكن أن تكون غزارة هذه المادة بالمعلومات سبباً للاستشهاد بها. 2- لغات الأوعية المستشهد بها يفيد التعرف على لغات الأوعية المستشهد بها في الوقوف على مدى قدرة الباحثين في المجال على الاستفادة من الإنتاج الفكري باللغات المكتوبة بغير اللغة العربية والإحاطة بالمستجدات والتطورات العلمية المتخصصة عالميا، والتنوع في المدارس يخلق التنوع الثقافي لدى للباحثين. وبدراسة التوزيع اللغوي للأوعية المستشهد بها في الرسائل العلمية كلية الآداب كما يوضحها الجدول (3) يمكن الخروج بالنتائج التالية: - جاءت اللغة العربية في الترتيب الأول بـ (4936) تكراراً، وبنسبة مئوية (96.03%)، في حين احتلت اللغة الإنجليزية الترتيب الثاني بـ (195) تكراراً، بنسبة مئوية (3.8%)، وجاءت المصادر المكتوبة بلغات أخرى : اللغة الإيطالية، والفرنسية، والألمانية في المرتبة الأخيرة. جدول (3) يوضح لغات الأوعية المستشهد بها اللغة ك % الترتيب تراكمي الاستشهادات عربي 4936 96.03 1 4936 إنجليزي 195 3.8 2 5131 أخرى 9 0.17 3 5140 المجموع 5140 100 وقد يرجع سبب مجيء اللغة العربية في هذا الترتيب المتقدم وهذا وضع طبيعي من وجهة نظر الباحث إلى الأسباب التالية: اعتماد التخصصات في كلية الآداب على اللغة العربية في تدريس جميع مواده، ويمكن أن يرجع السبب إلى ضعف القدرة اللغوية لدى الباحثين مما أدى إلى قلة الاستشهاد باللغة الإنجليزية واللغات الأخرى، أو قد يكون ضعف أو فقدان مجموعات المكتبات التي تخدم الباحثين في هذا التخصص للمراجع باللغات الأجنبية، وقد أدى عدم وجود اشتراكات في الدوريات الإلكترونية وقواعد البيانات العالمية إلى الاعتماد على المصادر العربية. وجاءت نتيجة تفوق اللغة العربية على اللغة الأجنبية متوافقة مع دراسة نبيلة خليفة جمعة:( ) الاستشهادات المرجعية في أطروحات المكتبات بجامعة القاهرة، فقد توصلت الدراستان إلى نفس النتيجة مع الاختلاف في الظروف والبيئة. 3 – التوزيع الجغرافي للبلاد التي يكثر الاستشهاد بإنتاجها الفكري يهدف توزيع الاستشهادات المرجعية حسب البلدان التي يكثر الاستشهاد بإنتاجها الفكري إلى التعرف على تأثير المكان في نشر الأوعية فيه، فقد تم توزيع الاستشهادات المرجعية على الدول العربية فشملت مصر باعتبارها البلد الذي ستنشر فيه الدراسة، وليبيا باعتبارها بلد الباحث الذي يعد هذه الدراسة وجمعت الدول العربية الأخرى مع بعضها البعض، وقسمت الدول الأجنبية إلى أمريكا وبريطانيا وباقي الدول الأخرى مجتمعة كما هو موضح بالجدول(4) حيث يمكن الخروج بالنتائج التالية : - احتلت جمهورية مصر العربية العدد والنسبة الكبرى من بين الدول الأخرى بواقع (2189) استشهاداً مرجعياً نٌشر في مصر وبنسبة (42.58%) من إجمالي الاستشهادات المرجعية. - وقد تطابقت دراسة محمد أمين تركستاني( ) بعنوان : سمات وخصائص الإنتاج الفكري العربي في مجال المكتبات والمعلومات، الذي استخدم فيها المنهج الببليومتري، للتعرف على سمات الإنتاج الفكري العربي اللغوية والنوعية والجغرافية من حيث أماكن النشر، مع هذه الدراسة في استنتاج تصدر جمهورية مصر العربية وتفوقها على الدول الأخرى. في حين جاءت الدول العربية الأخرى غير مصر وليبيا بالترتيب الثاني بـ (1563) استشهاداً مرجعياً، وبنسبة (42.58%) من إجمالي الاستشهادات، ولعل ارتفاع نسبة النشر في الدول العربية غير مصر وليبيا يرجع من وجهة نظر الباحث إلى تنامي حركة النشر وازدهارها في بعض البلاد العربية خلال العقدين الماضيين. جدول (4) يوضح التوزيع الجغرافي للبلاد التي يكثر الاستشهاد بإنتاجها الفكري البلدعربية أجنبية المجموع مصر ليبيا أخرى أمريكا إنجلترا أخرى ك 2189 1193 1563 150 32 13 5140 % 42.58 23.21 30.40 2.91 0.62 0.25 100 الترتيب 1 3 2 4 5 6 أما الترتيب الثالث فكان لليبيا بـ (1193) استشهاداً مرجعياً، وبنسبة (23.21%) من إجمالي الاستشهادات المرجعية، في حين جاءت الولايات المتحدة الأمريكية في الترتيب الرابع عالمياً والأول من حيث الغزارة في الاستشهادات باللغة الأجنبية بنسبة (2.91%)، وبعدد (150) استشهاداً، يليها المملكة المتحدة بـ (32) استشهاداً مرجعياً بنسبة (0.62 %)، في حين جاء في ذيل القائمة الدول الأخرى بـ (13) استشهاداً بنسبة (0.25%). ولعل ارتفاع نسبة النشر في جمهورية مصر العربية من وجهة نظر الباحث يرجع إلى الأسباب التالية: قدم تاريخ الطباعة في مصر، وازدهار صناعة النشر فيها، وغزارة دور النشر. ويرى الباحث ضرورة تركيز الباحثين على ما يكتب باللغة الأجنبية، وينشر في الدول غير العربية، وذلك لما تحتويه من حداثة في المعلومات، وحث الباحثين على تعلم اللغة الإنجليزية لسهولة التعامل مع ما كتب بتلك اللغة. 4- حداثة الأوعية المستشهد بها تعتبر حداثة المراجع من المعايير المهمة في الحكم على البحث العلمي، فاستخدام المراجع القديمة يعيب البحث العلمي إلا إذا كانت تلك المراجع ذات أهمية، وذلك لما تحتويه من أفكار رصينة صامدة حتى وقتنا الحاضر. ويفيد التعرف على حداثة الأوعية المستشهد بها في الرسائل العلمية بكلية الآداب في توجيه سياسة التزويد في المكتبات ومراكز المعلومات، بحيث يتم التركيز على اقتناء الأوعية الحديثة، فمن المعايير والقواعد المتعلقة بالبنية الأساسية للعمل البحثي محل التقييم حداثة المراجع وارتباطها بالبحث.( ) وبدراسة واقع حداثة الأوعية المستشهد بها في أطروحات كلية الآداب كما يوضحها الجدول (5) يمكن الخروج بالنتائج التالية: جاءت الفترة التي تبدأ بالسنوات قبل عام 2000 والتي سميت بالفترة القديمة كما وصفها الباحث، بالمرتبة الأولى من حيث الأوعية المستشهد بها بنسبة (93.11%) وبتكرار (4786)، في حين جاء في المرتبة الثانية الفترة التي تعرف بالفترة المتوسطة، التي يبدأ عمرها من سنة 2000 – 2004، بنسبة (5.50%) وبتكرار (283)، أما المرتبة الثالثة فجاءت بها الفترة الحديثة، التي تبدأ من سنة 2005 – 2014، بنسبة (1.38%) وبتكرار (71). وقد يرجع مجيء الفترة القديمة في المرتبة المتقدمة من حيث الأوعية المستشهد بها في الرسائل العلمية بكلية الآداب حسب وجهة نظر الباحث إلى الأسباب التالية: أن العلوم الإنسانية والاجتماعية من العلوم بطيئة التطور إذا ما قورنت بالعلوم الأخرى كالعلوم التكنولوجية والبحتة، ويمكن أن يرجع سبب ذلك إلى ضعف التزويد بالمكتبات التي تخدم الباحثين في هذا المجال، مما اضطر الباحثين لاستخدام الأوعية القديمة لصعوبة الحصول على الحديثة منها. جدول (5) حداثة الأوعية المستشهد بها الفترة ك % الترتيب تراكمي الاستشهادات قديمة قبل 2000 4786 93.11 1 4786 متوسطة 2006 – 2000 283 5.50 2 5069 حديثة جداً 2007 – 2014 71 1.38 3 5140 المجموع 5140 100 أما فيما يتعلق بقلة الإنتاج الفكري المستشهد به في أطروحات كلية الآداب بالفترتين الحديثة والمتوسطة، من وجهة نظر الباحث فقد يرجع إلى الآتي: قلة الإنتاجية في هذا التخصص، وضعف التزويد بالمكتبات التي تخدم الباحثين، وقد يكون السبب في عدم مواكبة الباحثين للتطورات التي تحدث في مجالهم. 5- التوحيد والمعيارية في صياغة الاستشهادات المرجعية يحتاج الباحث عند كتابة أي بحث إلى استخدام مجموعة من المصادر،( ) مهما كان نوع البحث وطبيعة المنهج الذي اتبعه الباحث، كما يجب اتباع أسلوب أو نمط معين أو معيار مقنن في صياغة الاستشهادات المرجعية، وتوجد عدة أساليب لصياغة الاستشهادات منها : النمط الأول الذي تم تطويره من قِبل جمعية اللغات الحديثة في أمريكا (MLA) Modern Language Association of American ويكثر استخدامه في العلوم الإنسانية، أما النمط الثاني فهو نمط الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) American Psychological Association و هذا النمط مستخدم في معظم العلوم الاجتماعية. أما النمط الثالث فهو أسلوب جامعة شيكاغوCM) ) Chicago Manual of Style وهذا النمط يضم نظامين للتوثيق يختلف أحدهما عن الآخر: جدول (6) يوضح مدى التوحيد والمعيارية في صياغة الاستشهادات المرجعي الأسلوب ك % الترتيب تراكمي الاستشهادات توثيق APA 2557 2 49.75 2557 أخرى 2583 50.25 1 5140 المجموع 5140 100 - الأول نظام محصور بين قوسين يضم : الاسم، والسنة، وقائمة مراجع كما في دليل الجمعية الأمريكية لعلم النفس APA) )، أما النظام الثاني يستخدم الحواشي الببليوجرافية فيضم بيانات تامة عن المرجع. كما توجد أنماط أخرى كمعيار الأيزو (ISO) International Organization For standardization. وبدراسة واقع مدى التوحيد والمعيارية في صياغة الاستشهادات المرجعية في أطروحات كلية الآداب كما يوضحها الجدول (6) يمكن الخروج بالنتائج التالية: - أن عدد (2557) استشهاداً مرجعياً بنسبة (49.75%) جاءت تحت نمط الجمعية الأمريكية لعلم النفس، وجاء عدد (2583) استشهاداً مرجعياً بنمط مغاير لنمط الجمعية الأمريكية لعلم النفس. ويلاحظ هنا الاختلاف في طريقة التوثيق وصياغة الاستشهادات المرجعية في أطروحات كلية الآداب، فتارة تكتب بنمط الجمعية الأمريكية لعلم النفس، وتارة أخرى تكتب بطرق مغايرة له مما يدل على عدم وجود أسلوب موحد في صياغة الاستشهادات المرجعية في أطروحات كلية الآداب. وقد يرجع ذلك من وجهة نظر الباحث إلى الأسباب التالية: - اختلاف المدارس التي تخرج منها المشرفون على الرسائل العلمية في كلية الآداب، مما نتج عنه اختلاف الأساليب، كما أن عدم تبني الجامعة لأسلوب موحد متعارف عليه لصياغة الاستشهادات المرجعية زاد من حدة الاختلافات، أو قد يكون السبب في ذلك عدم إلمام الباحثين بطرق توثيق الاستشهادات المرجعية. التوصيات والمقترحات • العمل على زيادة الوعى بقيمة الاستشهادات المرجعية في تقييم ودراسة الإنتاج الفكري في مختلف المجالات، وذلك عن طريق الاهتمام بترسيخ الإطار النظري للدراسات الببليومترية والاستشهادات المرجعية. • الاهتمام بتحديد فترات ازدهار الإنتاج الفكري في مختلف المجالات، مما يساهم في تنقية مقتنيات المكتبات من الأوعية الفكرية التي تتناقص قيمتها العلمية مع مرور الزمن. • العمل على ترشيد مقتنيات المكتبات من الأعمال الفكرية في جميع المجالات، وذلك يتأتى من خلال تحديد مصـادر المعلومـات الأكثر إفادة للباحثين، وهى المصـادر التي يزداد الاستشهاد بها، بما يتضمنه ذلك من القيام بتحديد أكثر المؤلفين إنتاجاً للأعمال الفكرية المختلفة، وذلك من أجل بناء مجموعات متميزة من الأوعية المكتبية. • أن تتكفل الجامعة بتبني نمط موحد من المعايير الدولية لصياغة الاستشهادات المرجعية، وإلزام الباحثين بإتباعه عند إعدادهم لأطروحاتهم العلمية. المراجع - أحمد بدر. مناهج البحث في علم المعلومات والمكتبات .- الرياض : دار المريخ، 1987 . 2- عاطف السعداوي. معايير النشر في المدرسة العربية للدراسات والبحوث : نحو دليل علمي .- القاهرة : مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، (د.ت). www.arabsforemocracy.org 3- عامر قنديلجي. البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات.- عمان : دار اليازوري العلمية، 1999. 4- محمد فتحي عبد الهادي .البحث ومناهجه في علم المكتبات والمعلومات. - القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، . 2002 5- مشعان سهو العتيبي. التحليل الببليومتري : دراسة تطبيقية على مجلة جامعة الملك عبدالعزيز العلوم التربوية .- المدينة المنورة : مجلة جامعة الملك عبدالعزيز، 1998.- 6- المعجم الموسوعي لمصطلحات المكتبات والمعلومات. Encyclopedic Dictionary of library and information science Terms إنجليزي – عربي.- أحمد الشامي، سيد حسب الله.- الرياض : دار المريخ، 1988 . 7- نبيلة خليفة جمعة. الاستشهادات المرجعية في أطروحات المكتبات والمعلومات بجامعة القاهرة 1990 – 1994.- الاتجاهات الحديثة في المكتبات والمعلومات.- مج7، ع2، 1997. 8- هيفاء بنت علي بن يوسف العمر. خصائص الإنتاج الفكري في مجال تقنية المعلومات من خلال تحليل الاستشهادات المرجعية في الدوريات العربية .- إشراف عبدالكريم بن عبدالرحمن الزيد .- الرياض : جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – كلية العلوم الاجتماعية، 2004 . ( رسالة ماجستير) 9- يسريه زايد. الوثائق الإلكترونية على الإنترنت : محاولة دولية لتقنين الإرجاعات الببليوجرافية لها. - الاتجاهات الحديثة في المكتبات والمعلومات .- مج12، ع6، 1999 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق